هروب العمالة المدربة وضبابية سياسة التسعير تحديات تواجه الفنادق عند عودة الروس

 

الفنادق المغلقة في شرم الشيخ سوف تحتاج وقت لإعادة تأهيلها لخدمة السائحين


كتب- أكرم مدحت 

 

إن عودة السياحة الروسية إلى مصر تعد إعادة الحياة للمنتجعات السياحية في فنادق شرم الشيخ والغردقة، ولكن هل هي مستعدة لهذه الخطوة؟، خاصة أن هناك تأكيدا باستئناف حركة الطيران من روسيا إلى مصر خلال شهر أكتوبر المقبل، بداية ذروة توافد الروس على شواطئ البحر الأحمر.

 

أكدت الفنادق أن نقص العمالة المدربة سيكون التحدي الأكبر مع عودة الحركة السياحية، وذلك بعد تفاقم الأزمة والركود تأثرا بحادث الطائرة الروسية 31 أكتوبر الماضي، كما أن السياسة التسعيرية في التعاقدات الجديدة لم تضح معالمها بعد.

 

في هذا السياق، قال تامر الشاعر مدير شركة "بلو سكاي" للسياحة وعضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة سابقا لـ "ترافل يالا نيوز"، إن عودة السياحة الروسية سوف تستغرق شهرا على الأقل لتصل إلى المستهدف منها، بعد اتخاذ قرار رسمي استئناف حركة الطيران، لذلك الفنادق التي كانت تعمل بالفعل على المصريين سوف تحتاج استعدادات أقل بكثير من المنشآت التي كانت متوقفة والتي سوف تستغرق وقتا لاستعادة كامل طاقة العمل من حيث العمالة والصيانة.

 

وتوقع الشاعر أن تكون الأسعار في التعاقدات الجديدة منخفضة عما قبل الأزمة، والتي كان تصل إلى 75 دولارا في الليلة بالفنادق مستوى 5 نجوم إقامة شاملة، ولكن لم تحدد بعد الأسعار الفعلية لبيع البرامج لأنه لم يصدر قرار رسمي بعد بعودة حركة الطيران، لافتا إلى أن هناك عدة عوامل تتحكم في تحديد السعر وفقا لآليات السوق أبرزها مدة التعاقد وعدد الغرف التي يتم شراؤها.

 

ومن جانبه، أوضح ناصر رشدي مدير إدارة التدريب والتطوير في فندق "مارتيم جولي فيل رويال بننيسولا" في شرم الشيخ، أن هناك مشكلة تواجه معظم الفنادق في شرم الشيخ أو الغردقة وهي أنها تفتقد العمالة المدربة، لأنها هاجرت الفنادق في ظل الأزمة بعد حادث الطائرة الروسية، وبالتالي عند عودة السياحة الروسية لن تكون الفنادق مستعدة كما تعود السائحون، مؤكدا أنه ستبدأ الحرب على العمالة.

 

وأشار رشدي إلى أن الأمر ازداد سوءا في ظل توقف مشروع برامج التدريب التابع لاتحاد الغرف السياحية في الوقت الحالي، ولم يفعلها وزير السياحة يحيى راشد الذي أوقفها، كما أن حل الاتحاد ساهم في تعطيل الأمور، مؤكدا على الأثر الإيجابي الملموس والواضح من مشروع التدريب، في رفع كفاءة العمالة وبالتالي مستوى الخدمة، لأن المدربين إما خبراء في الفندقة أو أكاديميين.

 

وعلى جانب آخر، أشار رشدي إلى أن ملف الأسعار في التعاقدات الجديدة مع السوق الروسي لم تطرح بعد من قبل الإدارات المعنية بالفندق، بل ومعظم الفنادق وفقا لمتابعة حركة السوق، لافتا إلى أن أسعار بعض الفنادق مع الروس كانت تبلغ في المتوسط 30 دولارا في الليلة إقامة شاملة، وهذا يتوقف على ظروف كل تعاقد.

 

ومن ناحية أخرى، أكدت ماجي جورج مديرة تسويق ومبيعات فندق "النبيلة جراند مكادي" بالغردقة أنها ضد النزول بالأسعار مع السوق الروسي وبشكل عام، في حالة عودتهم، لأن مصر كمقصد سياحي فريد ومتنوع المنتجات يستحق أن يرتفع سعره، إلى جانب فرصة استقطاب الشرائح التي تسافر إلى دبي الأغلى بكثير من مصر وليس بها نفس الإمكانيات، أو على الأقل يتم البيع بأسعار ما قبل الأزمة، وحاليا جاري دراسة الأسواق السياحية المنافسة لتحديد السياسة التسعيرية المناسبة في ظل مؤشرات عودة الروس، وإبرام التعاقدات مع منظمي الرحلات.

 

وصرحت جورجيس لـ "ترافل يالا نيوز"، أن فندق النبيلة يخضع لعمليات تطوير على عدة مراحل للغرف التي لم تكن مستغلة في التشغيل مع ضعف الحركة السياحية، استعدادا لعودة السياحة الروسية، والتي تشمل 200 غرفة، بواقع 50 غرفة في كل مرحلة، في حين أن هناك 300 غرفة فعلية يتم استغلالهم لذلك يخضعون للصيانة المستمرة، والاهتمام.

 

وأشارت إلى أن الأجانب يشغلون نحو 35% من إجمالي الغرف الممتلئة، وأبرز الجنسيات من سلوفاكيا، والتشيك، يليهم الألمان والأوكرانيين، في حين يشغل المصريون 65% من غرف الفندق.

 

وقال وليد بكر مدير المكاتب الأمامية لفنادق دريمز "بيتش" و"فاكيشن" في شرم الشيخ، إن معظم الفنادق غير مستعدة لعودة السياحة الروسية بالحجم المستهدف لأن العمالة المحترفة ذهبت، والعديد من الفنادق أغلقت أبوابها في ظل الركود، وإعادة تأهيلها يحتاج إلى الوقت.

 

وأضاف أن العمالة القديمة المحترفة لا تريد العودة لأن حال السياحة ضبابي ولا يمكن الاعتماد عليه ما بين أيام انتعاش وشهور ركود في حالة أي أزمة، أما العمالة الجديدة لا تقبل بوضع الرواتب الضعيفة، كما أنها لم تخضع للتدريب الكافي أو الخبرة في التعامل مع السائحين خاصة بعد أن اعتمدت الفنادق بعد توقف السياحة الوافدة على المصريين.